تحت شمس الظهيرة الحارقة
سقط عابرُ السبيل على الإسفلت
من الجوع والتعب والسأم
وسرعان ما سحبه الصيادون
إلى الرصيف
وضعوا فى فمه الماء
أسندوه إلى الجدار
وأطعموه ما يبقيه حيا
وحين هبط الليل
باعوا أعضاءه إلى ثلاثة تجار
وسلموا كل تاجر نصيبه
ثم نزلوا على البار
عندما عادوا من سهرتهم
سعداء يغنون عن الليل
المليئ بالشجن
والنساء الغادرات
لم تزلزل الأرض زلزالها
ولم يصرخ دم عابر السبيل
فى وجوههم
أيها القتلة، لم سفحتمونى
ولم تسقط نجمة العدل
على رؤوسهم فتسحقهم
لم…………..
ولم……………
ولم………..
ومرة أخرى ، أشرقت شمس الظهيرة الحارقة
على الرصيف
حيث تهاوى عابر سبيل جديد
من الجوع
والتعب
والسأم
—-
—-
مثل دقات الغريب
أمطرت بغزارة ليلة العيد
مطرٌ مطرٌ
حبات كبيرة ثلجية
تضرب النوافذ مثل دقات الغريب
وتضع السؤال على ألسنة الصبيان والبنات
لماذا تغرقيننا ليلة العيد ؟
الرجال استبشروا خيراً
واستعدوا للصلاة بالتهليل والتكبير
والأطفال احتضنوا ملابسهم الجديدة
والأمهات أعددن اللحم والثريد
ليجمعن العائلة حول المائدة
لم يفسد فرحتهن
الموظف الذى قتل أخاه
عند ناصية الشارع
ولا العاطلون الذين أحرقوا عابراً
رفض إفراغ جيوبه
ولا الشاب الذى طعن أمه
من أجل عشرة جنيهات
إنه المطر ليلة العيد
حبات كبيرة كبيرة
تضرب النوافذ
مثل دقات الغريب ،
والأطفال المحاصرون
داخل البيوت
ينتظرون اللحظة المناسبة
لينطلقوا إلى الخارج