ليس كفرا ليس قهرا ليس يأسا ودمعا وجرحا
لكي تنهض الروح من قهرها
ولكنها طعنة لا تجوز وحرب مسممة في الجسد
وبلاد يمزقها الحاقدون
وحشود الضباع تلتها حشود
وطيور الأبابيل ترمي بسجيلها في حريق البلد
وابن آوى على جحره قابعٌ في لبوس أسد
كأن الوجود صباح يتيم
او كأن الوجود هباء زبد
وصار الوجود وجوه الأعادي
وأحلى البلاد أضحت بدد
هل تنهض الروح من ذبحها
يادمي ونعوش بلادي وأهلي
ويا دمع امي
ام ترى يترامى الهباء البدد
داريا داريا
ليست لقمة ًوانتهى الأمر
ولا ثغرةً في جدار عتيق
ولا طعنةُ
أمةُ
قصّةً وانتهت في سطور الزبد
ولا قمرا للسقوط
ولكنها الجرح أغلى جراح البلد
تموت …
ولكنها لا تموت
وشوكة خنق بحلق الإباة لا تبتلع
داريا ..
صرخة الحر ملء السموات والارض
ورمل الثرى في المدى لا يحد
وداريا
داريا ملء روحي وشعبي
أطبق الموج والحصار الزرد
وتعالى على الموت
حر تجلى معَ الواقفين سدّأ
وبعد القيامة روح صمد
إنهم احرار شعبي وارضي
طيبون من أباة مرد
يذكر الدهر ابن عاد وشداد
وهاهم نسله والنمور العمد
يسقط الحصار مثلما الف عام اقام
وألقى حقده السم نار َالبراميل
وجمر الجحيم فوق الصغار والنائمين
وأشعل النابالم الزؤام البدد
وسارينهم ليس يبقي هناك من أحد
وليس يبقي هنا من احد
داريا
هل تنهض الروح
لقد سقط الحقد الفَ موجٍ وموجٍ
حشوداً وازرى عليهم زرد
ومجزرة البغي لما تزل مسلة عار لهم في كمد
ورخّاً بنى عشّهُ واقام
وباض وفرّخ َفوق وتد
وخلده العاجزونَ الخُصايا بزيف الأماني وعرشِ البلد
. . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . .
جيوشُ وقطعانُ عارٍ وذُلّ
يريدون مجدَ كذوبٍ وعد
وايُّ حِصانٍ وحلفٍ مسَدْ
وكان الاباة مئاتٌ بألف وألفينِ
وقالوا ألوفاً من الجمعِ والعدّ
وازروا بجيش من الحاشدين خميساً خبيثاً عُرامَِا عدد
أقاموا بجبهتهم ألف سد
وكانوا أباء وعقبان صدّ
وخلّوا القيامة َعنقاءَ عَزْمٍ
بساحِ الكرامة عندَ الأشدّ
وحين ترامى بسجيل برج ٌ بنارِالجحيمِ
أهابوا عليه بماء برد
اقاموا لهم
هيكلا في الحكايا وتروى الاساطير نورا وجد
وظلت على عزمه في الوجود
بفتيتها الصيد والمعتمد
وكم لها في البطولات روحا وسقيا
ويحملها الدهر حتى الابد
داريا
داريا
ليست قصة وانتهى امْرُها
ولا ثغرةً في جدار عتيق
ولا طعنةُ
أمةُ
وتموت …
ولكنها لا تموت
داريا ..
سقوط الحصان الأبيّ العنيد
لا يُغطّي عليها انتصارٌ هنا او هناك
لا في تراب ِجَرابُلْسَ ولا في ترابِ حلَب
ولا في سواها
فكيفَ يُغطّّونَ غََصبا عليها
داريّا حلبات الصمودُ العظيم وايُّ عظيمٍ سواها
والسدّ حتّى السّماءِ حمى وفداها
وطوفانُها لنْ يُخَلّي بحشدِ الغزاةِ وأحلافهمْ منْ أحدْ
كانت
وتبقى بوجهِ الزناةِ البغاةِ البرابرة ِالحاقدين
الفلولِ المسوخ ِ رمز الصمود العنيد
وتبقى البيارقَ فينا أبَدْ
فكيفَ يهونُ ثراها
وكيفَ تُرى يَظفرونَ بهتكِ حِماها
. . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . .
ايّها الشاهدون
أيها الواقفون بحبٍّ وروحٍ
نحنُ وانتم ْوكلُّ الوجودِ يَراها
حرّةً في السقوطِ
هلْ الشمس أغلى إذا خطفتها الغيوم
أو غَرِقتْ في الكسوفِ العظيم
وكيف العزائم والروح ترى نفتديها
أغيرَ بنيها لها يفتدون حماها
داريا داريا
ايُّ معنى لحربِ الوجودِ هنا او هناك َ
ودرعا تنام بأذرعاتٍ وكهفٍ قَصِيرِ الأمد
ودوما تنامُ بدلفِ الرضا والرّمد
وارضَ الجنوبِ وارضُ الشّمال
وليسَ هنا أوهناك من جبهةٍ واحدة
كيْ تردَّ الضّباعَ جَمعاً
وتجعلهم كبّةً في سَفَدْ
أحربُ خيالٍ وعمرُ خيالِ
وحرية ٌفي الوجودِ المَسَدْ
وكيف ليَنحرها الدّاعرون
ولكنّها شوكةٌ في الحلوقِ
هلْ تُرى نستعيدُ ثَراها
لستُ بشك إلهي ولكنه الدمع
يملأ روحي وشعبي
ويملأ قلبَ بلادي ويبزغُ مثلَ جراحِ الابد
ولكِنّهُ الدّمُ غطّى بلادي ويطرشُ في الكون
ايُّها الشمسُ لا تشرقي الآن ولا في غدِِ
حتّى يقومَ الجواد ُ
ويَنهضَ من كبوة الحرِّ براقا وفردا
ونبصقَ شوكَ الحلوقِ الاخير
والّا علينا على سوريا كلِّها الموتُ
وليسَ السّلام
وإلا على الارضِ موتاً ابيّا
يوازي قبور الأبد
وتبقين عزمة شعب ابي العمد
وإلّا على الأرضِ والعالم المتوحش غدرا
عليكِ على الرّوح آسُ السلام
أنهضي داريا
دارياـ