تداعى أصدقاء عدة جمعهم الشعر في أول لقاء احتفائي بصدور المجموعة الثالثة للشاعر علي المخمري.. فقد صدرت مجموعة »تعريفات رجل لا يفرق بين السكين والوردة« للشاعر علي المخمري بداية الشهر الماضي عن دار شرقيات بمصر.
تمت الاحتفائية بشكل جمالي وجماعي, قرئت قصائد من الديوان الجديد بصوت أربعة من أصدقائه الشعراء كل بطريقته, بين غنائية ذات منحى تراثي ع ماني. وايضا بنبرة ذات ايقاع سريع (متجلية) في مدام اللحظة والمعنى.
كما قدم الشاعر بطريقة تشبه الأداء المسرحي عددا من قصائده, مستفيدا من وقفة هنا ومتحركا بين ضوء وظلمة, متكئا على زجاج الشرفة, وأحيانا يأتينا صوته – شعره من باب يكاد أن يغلق.
ذلك الحضور والغياب كان مرفرفا بأجنحته في لقاء الخميس الثالث عشر من الشهر الماضي وقد اكتملت حلقة ذلك الاحتفاء بقراءة عدد من قصائد الديوان الجديد مصحوبا بعزف على العود تقارب مع تيمات اللحن الايقاعي للقصائد.
احتفائية صدور المجموعة الشعرية, احتفائية لكل الشعر وليس لعلي وحده. هذه الاحتفائية بشارة أولى لاحتفائيات لكل اصدار شعري أو قصصي (عماني) رائع ومتميز. خطوة أولى صحيحة في طريق طويل.
هذه الاحتفائية بهذا الاصدار الذي أتى بعد باشتغال حقيقي وفاعل لصالح كتابة قصيدة النثر والتفعيلة. صوت شعري جديد استطاع خلال مدة قصيرة ان يرسم اسمه في خارطة الشعر العماني الحديث… حيث تمت هذه الاحتفائية في بيت أحد الأصدقاء متمنين عما قريب الاسراع باشهار بيت المثقفين والأدباء في عمان وهي جمعية كتاب وأدباء ع مان (قيد التأسيس) والذي ننتظره أن يرى النور خلال مدة قصيرة قادمة.
ففي انتظار ان يتحقق مشروع الجمعية الذي هو هدف مهم, ووطني يخدم الثقافة في اتجاهاتها ومناحيها.. فان الانتظار سيظل مجرد حلم ينتظر أن يرى النور.
فلسطين »وردة المقاومة«
(الدائرة): تشكيل وشعر وقص
في الدائرة تتخلق حيوات بين بدء ونهاية. ومن تلك النقطة التي تشكل بداية الدائرة يأخذنا خيط الوجود بين خلق وممات. في الدائرة تتشكل أرواحنا.. ومنها نرى وجودنا والآخرين. فمن دائرة أرضنا التي سقطت عليها أرواحنا التي ظللنا طويلا نلعب بترابها وفوق ترابها وعليها ومنها خلقنا. كانت تلك العلاقة الحميمية خيطنا الدقيق والعميق.
الدائرة عالم مغلق على الداخل ومفتوح على الخارج, قريب وبعيد وفيها (الدائرة) يتشكل وعينا, بالجمال بصريا , وبتخلقاتها نعيد فيها تشكيل معاني الكلمات والأشياء, نجدد فيها مصبات حياتنا, ونمحي عليها ما انصهر وذاب على هامش الحياة.
(الدائرة) عرض تشكيلي شعري قصصي أقيم في منتصف الشهر الماضي بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية.
حيث تلاقت هذه الاشكال التعبيرية معا تحت سقف واحد في عرض مختلف, وجديد, واستثنائي, عرض اختطت له الدائرة اسما ومعنى.
معرض الدائرة عمل متميز باستحقاق. وبما انه متميز تميزه هذا أتى من اختلافه عن المقلد والشبيه فهو حديث ليس لدينا في ع مان فحسب, حيث انه حديث حتى في بلدان عربية لها تجربتها الفنية.
فاستخدام تقنيات الصورة, والصوت يحتاج الى ذهنية لديها الاستعداد للعمل في مثل هذا النوع من الفن الجديد ؛الفيديو أرت« إذا تم توظيف الصوت والصورة ودلالاتهما في اشتغال فني مختلف خدم الفكرة الفنية بشكل متميز.
هذا الالتقاء التشكيلي الشعري القصصي تقاطع وتناص بين فنون الابداع, فالابداع مكمل بعضه بعضا, وتحت سقف ذلك التقاطع المعرفي التقى التشكيليون أنور سونيا وسليم سخي وحسن مير والشعراء سماء عيسى وزاهر الغافري وطالب المعمري والقاصون بشرى الوهيبي وزوينة خلفان وناصر المنجي.
التقوا ليس تحت سقف اسمنتي, وانما تحت سقف نداء الفكرة والكلمة في اقانيمها ومدلولاتها وتشكلاتها, بين معراج الروح وسفر الرؤيا.
فتجربة عرض الدائرة أتت بعد تجربة أولى شبيهة حملت اسم فلسطين »وردة المقاومة« اقيمت في نفس مقر الجمعية منتصف العام الماضي احتفاء ودعما وتضامنا من المثقفين والأدباء والتشكيليين العمانيين مع القضية العربية الاساسية وهي القضية الفلسطينية ففي تلك التجربة المتميزة الاولى كان للتشكيل والشعر الاساس في تلك الاحتفائية التضامنية.
في تجربة (الدائرة) تمت الاستفادة بشكل أفضل وأكثر دلالة حيث لعبت التقنيات الحديثة دورها المكمل في هذا النوع من العروض.