وحيدا فيما يبدو الصعلوك
أخذه الهرب الى مأزق
يخلط أسماء القرى بأسماء الفتيات
كلما البرق مسر أغصانا
وبدت خلف السياح
طيور تطير بقوة الشوق
جسد متيقظ
وقلب يمرح .
وجوه أرق
ليلة
بين الأضواء التي تريق البصر
والأضواء المطفأة
سلكت طريقي حيث الليلة معلقة
والقلب يندفع بلا قيود.
لتكن الليلة مظلمة
ما أدراني وأنا غائب عن إلوعي
ان هناك في زاوية من الطريق
من يمسك بسكين
أو يكاد ينتهي من جز حلمه
مازلت متيقظا
متحكما بخسارتي
لم أفرط بخطوة صوب الهاوية
كل يوم أعود الى البيت
وكل يوم أرحل عنه
باب البيت لا يشبه شيئا
ولا فتحه يشبه الغياب.
استيقظ في الفجر
حيث تاهت قدمي
حيث الموسيقى التي يروق لي سماعها
تستيقظ كالنمل
محشودة في طين بيتي
متأملا في الأصدقاء
منهم من عاد الي
واستل ندمي
ومنهم من غاب
أفقت من النوم
كالعادة : يتيم من الرعب
الأهوال والمخاوف
تصحو بلا حلم .
وزعت خسارتي
واستفحلت مصيبتي
وانسدت الطرق
من كثر ما مسدت عيني.
الأغصان مشطونة بباب البيت
الأغصان كلها
لا ريح تهز الطيف على العتبة
خطوة تتسرب خارج الصباح
والخطر ماثل بقوة
لكنها الأغصان ممدودة ومخضرة
مثل يدي المتعذرة
أسمع أصواتا
أن الصباحات تعود في صوت
وأنني في المساء سكران
كطيور الأحراش سكرانة وبرية
تغط في الأزهار
وتطير بالشوك أجنحتها.
بين الموسيقى وظل الأشياء
علبة دخان
وكأس خمر ملأتها الان
ورميت بمفكرة العناوين على الطاولة
دائما مصاحبة لي
مع أني قليلا ما أكتب الرسائل
واذ كتبتها فلاكفر عن ذنب .
كنت رجعت الى البيت
مضاء بتعب النهار
وأشعة الشمس
أقول وهجها
وأتخيلها عندما تشق الوديان
وتتقمص أردية المطر
وتشعر بمثله .
ثلاث نساء في ساحة الظلام
ثم امرأتان وصبي ، ثم قطة سوداء تمشي محاذية للبحر
وصوت الساحل الخفيف
يكاد لا يصدر سوى صوت لسان قط يلعق الماء
لكن فجأة أضيء المكان بالسحر فلم تخطئهم العين :
كم من النجوم تكاد أن تسقط
هدوء بارد وبعيد سقط بعض منه على الحجر
في الأمكنة التي مررت عليها.
ناصر العلوي (شاعر من سلطنة عمان)