من 10 الى7 مايو الماضي أقيم في سلطنة عمان المهرجان المسرحي السادسى للفرق الأهلية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. هذا المهرجان المسرحي يقام كل سنتين في أحدى دول المجلس. وهو ظاهرة مهمة لتطوير والعمل المسرحي والرقي به وكذلك لتبادل الآراء والافكار والاستفادة من الخبرات العربية والعالمية كون المسرح أبا الفنون.
فالأيام التي انعقدت فيها عروضه ونقاشاته وحلقاته الدراسية والتطبيقية مهمة من نواح أربع :
الأولى : مشاركة خليجية / عربية وبحضور بعض المهتمين بالمسرح من أوروبا. وهذا ما أثرى بشكل فاعل أيامه ولياليه.
ومن ناحية ثانية فإن انتظام هذه المشاركة للفرق الأهلية المسرحية والتقاء هذا الجمع الغفير (كل من له علاقة بالمسرح ) ذاتها مكسب للمسرح في دول مجلس التعاون.
وثالثا : تقييم العروض وكذلك تقييم التجربة المسرحية وتشجيع التنافس والتحفيز نحو استمرارية العمل المسرحي والمصارحة والمحبة الحقيقية والصادقة نحو ابراز الدور المهم لما للمسرح من أهمية لا يمكن تناسيها كونه "حياة في حياة ".
رابعا : تكريم المشتغلين بالحقل المسرحي (جميع من ساهم بالنهوض بالمسرح كتابة واخراجا وتقنية ).
إذن بافتتاح معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس وزير الاعلام لانطلاقة أيامه وباختتامها تحت رعاية سمو السيد فيصل بن علي آل سعيد وزير التراث القومي والثقافة. شهدت تلك الأيام نشاطا مسرحيا توزع على مستويين : الأول : عروض مسرحية بمعنى ما وجود فعل مسرحي، حي وواقعي.
والثاني: معرفي – تنظيري. هو الآخر انقسم الى قسمين. ندوات فكرية : شارك فيها باحثون ومختصون في المسرح جاءت عناوينها حول مفاهيم عامة رغم أنها أساسية لا غنى لمسرح دونها مثل : تقنيات التجريب والمنهج والنص ومختبرات المسرح والتجربة والمنهج.
الأهم فيما دار حول برنامج الندوة هو باعتقادي الشهادات والتجارب التي تحدث عنها عدد من الباحثين والدارسين والمهتمين بالمسرح حيث كانت بالفعل أكثر واقعية وحميمية وهي بالفعل التي استقطبت اهتمام الحضور كونها تتحدث عن تجربة شخصية وعن عمل جرب وعن مسرحية تحرك شخوصها بلحمهم ودمهم على المسرح.
المستوى الثاني : الندوات التطبيقية، أقيمت هذه الندوات بعد العروض المسرحية الستة لدول مجلس التعاون وهي كالتال : عرج السواحل
قدمتها فرقة مسرح الشباب القومي في دبي (الامارات ) للمخرج : أحمد الانصاري وتأليف : سالم الحتا وي، ويوم من زماننا : قدمتها فرقة مسرح أوال البحرينية للمخرج : عبدالله سويد وللمؤلف المسرحي الراحل : سعدالله ونوس.وموت المفني فرج : قدمتها فرقة جمعية الثقافة والفنون بالاحساه : السعودية. للمخرج : عبدالرحيم الغوينم. وللمؤلف : عبدالعزيز السماعيل. وعائد من الزمن الأتي: قدمتها فرقة مسرح "فنانو مجان ". للمخرج والمؤلف : عبدالكريم جواد. وغناوي الشمالي : قدمتها فرقة الدوحة المسرحية. للمخرج والمؤلف : عبدالرحمن المناعي. واروه يا مال. قدمتها فرقة المسرح الكويتي للمخرج : وحيد عبدالصمد. للمؤلف : سالم الفقعان.
رغم أهمية هذه الندوات التطبيقية كونها تأتي مباشرة بعد تلك العروض
المذكورة فإن معظمها لم تلامس فعليا العروض المسرحية بشكل مؤثر ربعين الناقد الايجابي.
وقد حصلت مسرحية "عرج السواحل " على أفضل نص مسرحي. و"غناوي الشمالي " على أفضل عرض متكامل و" يوم من زماننا" على أفضل سينوغرافيا. وحصلت فخرية خميس من عمان على أفضل سكة وعبدالكريم جواد من عمان على أفضل مخرج وغادة الفيحاني من البحرين على أفضل مسكة دور ثان وحصل على أفضل ممثل دور ثان كل من :
موسى البقيشي – الامارات. سعيد صالح – البحرين. خالد الوهيبي –
عمان.
كما تم تكريم عدد من الفنانين والمهتمين بالمسرح وهم : محمد بن الياس البلوشي – عمان. مريم سلطان – الامارات. محمد المنصور – الكويت. ابراهيم الصلال – الكويت. فؤاد الشطي – الكويت. حسن ابراهيم حسن – قطر. سالم الفقعان – الكويت. عصام خوقير – السعودية. عبدالعزيز مندي – البحرين.
الشيء الذي لا يمكن اغفاله يتمثل في شيئين أنهي بهما حديثي. يتمثل الأول وهو الأهم : المسرح (أين ) ربما هذا سؤال استفساري لا أعرف اجابته. لكن الذي يمكن معرفته : ضرورة مناقشة المسرح في دول المجلس من زوايا عدة حتى لا تصبح هذه التظاهرة لقاء وتجمعا يدور حول المسرح مع غياب وجود المسرح فعليا.
ثانيا : ضرورة تفعيل دور منى هذه التظاهرة والرقي بها الى ما يسير بها بعيدا عن المحاباة والمجاملة لتطوير المسرح في دول مجلس التعاون.