( أربع و أربعون رباعية )
(1)
يا للشجرة
عصفور تخونه
بوصلة الريح
فتناديه الأغصان.
(2)
قال الوهم
لا ظل لي.
قال النجم
لا سرير
(3)
لهذه الوردة
قصة محزنة
مفادها:
الأنوف شبعى.
(4)
يندسُّ الجاسوس
في المجمع
مثل قطنة
في الأذن.
(5)
لأجل حشائش
تبهر الكائنات
يُرسل الماء
أبخرة إضافية.
(6)
يُقاس الشقاء
بمدى انغماسه.
تُقاس السعادة
بمدى جموحها.
(7)
تحنّ الآلة
إلى عازفها.
الأعشاش
إلى طيورها.
(8)
نرى الفجر
لا نسمعه.
نسمع المطر
لا نراه.
(9)
الإنسان الصلب
عُرضة للتصدّع.
السرير الشاغر
عُرضة للصدأ.
(10)
لا نوم
بلا حفر.
لا حُلم
بلا عثرات.
(11)
مأساة البحر
تكمن في أمرين:
كثيرُ العطش.
محاط بشاطئين.
(12)
بلا مخالب
هذا الحلم.
بلا أنياب
هذي الفكرة.
(13)
المياهُ
بأجنحة فارهة.
العطشُ
مكبّل اليدين.
(14)
فوق كلّ
يدٍ يدٌ.
تحت كلّ
لغةٍ لغةٌ.
(15)
امرأة للاستثمار .
امرأة للاستلهام.
امرأة للاستعمار.
امرأة للاستعمال.
(16)
إشارة بإصبع
كلامٌ بعين
إيماءة برأس
لغةٌ لا تشيخ.
(17)
هي للمكان.
هي للزمان.
مثل ظل لظل.
مثل لغة للغة.
(18)
قلتُ يا نهر
أعرني ثوبك
قال يا بحر
مالك والضيق.
(19)
في العسل
ما يُغوى الموت.
في السّم
ما يُوقظ الحياة.
(20)
لا تسترح
ريح الشعر.
الحكمة في هبوبها.
وبريق الزمن.
(21)
يتلاشى
مذاق المعصية
مثل عطر
تتركه امرأة.
(22)
فوق رؤوسنا
سماءٌ مدرسة.
تحت فؤوسنا
أرضٌ تلميذة.
(23)
تخاف الدجاجة
على بيضها
من جدل يتفاقم
بين الدفء والقش.
(24)
الباب الشحيح
يُنعش الصرير .
النافذة المتروكة
تجلب البعوض .
(25)
سآخذ
بنصيحة النجمة
المندلقة في السماء :
أنام بلا أوزار.
(26)
كلّ سهم
لا يصل
بريد موت.
كلّ كلمة.
(27)
حبةٌ
تحبل حقلا.
دمعة ٌ
تؤدى غرضا.
(28)
لا يخلو باب
من تنهيدة.
لا تخلو امرأة
من صرير.
(29)
الكتابةٌ عملٌ.
الفكرة عمولة.
القلمٌ عاملٌ.
الحبرٌ عميل.
(30)
في الرأس
يجتمعان:
الخير والشر
الألم واللذة.
(31)
يُرمم
غصننًا بداخله
البلبل الواقف
على الشجرة.
(32)
لا
تتبادلوا النيران
السبابة عميلة.
العمر محتوم.
(33)
يعود أبطال السينما
إلى هزائمهم
حالما ينتهي التصوير.
(34)
زهرة تشتعل بالقلب
لا تؤدى العين بدخانها.
(35)
كم من لغات تتلمذت
على أفواهنا.
كم من حرائق.
(36)
وفروا دموعكم
لمآرب أخرى
أيها العائدون
من الجنازة.
(37)
التي تجلس إلى شرفتها
تنتظر قمرا.
قمرٌ في استدارته.
(38)
من يطرق الباب
إذا غاب الرجل؟
من يُشرع النافذة
إذا غابت المرأة؟
(39)
حتى لو ذبل الورد.
لنْ يخفق صوته
في الحديقة.
(40)
في زهو ملحوظ
يركض متباهيا
بحبل المصب.
الطفل / النهر.
(41)
قبل الإقدام
على خطوة.
يُصادر الطريق
فكرة الندم.
(42)
أيدٍ تهتف:
المجد للثمار.
قلوبٌ تردد :
الثمار الناضجة.
(43)
تخمد القطة
( كما لو أنها
نار مريضة)
لعطبِ في المُواء.
(44)
ذخرُ الجغرافيا
شعوب وخرائط.
ذخر التاريخ
ضحايا وحضارات.
فرج أبوشينة *