شاي في الصحراء
الى بول باولز
كنت الرحالة
في دمك لوثة المشائين
خيالك فتاك للأشرعة
جاب غابات وبحارا
حتى حط في سواحل طنجة
يا طفل البرد والمطر،
يا بول باولز
ويا صاحب الكلمات
في شهاب الموسيقى
شايك في الصحراء لم يزل ساخنا،
لم يزل الطوارق والبداة
يولمون البرق لك،
أنت القادم مدفوعا
بجرثومة الريح،
من سدم في نيويورك
اذن تدثر
بمياه مغعربية
ونم في حلم طنجة،
مقترنا بالبحر،
ترعى الأبدية ،
× في غياب الكاتب الامريكي بول باولز صاحب رواية
شاي في الصحراء التي أخرجها للسينما المخرج
الايطالي برتلوتشي
الغذاء العاري
الى وليام بروز
دفنت صمتي فيكمو
وألغيت لساني،
قلت:
هذي الرؤى
هي غذائي العاري
هذي الخيالات سلاحي،
أنا الأبكم بينكمو
أيها الثرثارون
× وليام بروز: هو الروائى الأمريكي صاحب
رواية الغذاء العاري.
مقهى الليل والنهار
الى حسن نجمي
بعد منتصف الليل
كنا هنالك نغزو الأرق
بأسلحة للنباهة
من قهوة
وأباريق شاي،
تتركز في سمر،
كان صناعة سامرون
مكينون في خلق اسطورة،
وحكايا عن الصيف والليل،
والنسوة الجالسات وراء النوافذ،
يحلمن بالبحر والرمل
والصفوة المصطفاة التي تصطفي
قصة في المقاهي
تسمر حتى الفجور
تذهب في الفجر
نحو الرقاد
لي الشعر مؤترقا
كامنا في الوساد.
قناع بيسوا
الى المهدي اخريف
عشقت غيوم النبيذ
علي قدح.
عشقت البخار الذي يتصاعد منه،
ى جوفك المصطفى بالجمار
الى كبد
فتنته الكروم وحمرتها
فتشع مصطبغا بالشراب
هذاك الشراب الذي تشتهي
والكحول الذي يتشهى الجسد
اذن خذ قناعا جديدا
واسما
وذاكرة ثانية
خذ بلادا وبحرا
وخذ قدحا
ونبيذا قديما
يليق بيبسوا جديد
× فرناندو بيسوا:. هوالشاعر البرتغالي الذي
عرف بأسماء عديدة، ومات بمرض تشمع الكبد،
مقهى فرنسا
الى صدوق نور الدين
مقاعدها الخيزران
استراح النسيم عليها،
نسيم يجيء من البحر
أشقر
ملتفعا بالرذاذ
لمقهى تطالعه في المساء القواقع
والموج
والغيمة الليلكية
مقهى به نخبة
تغتذي بالخيال
وتحلم أن ترتدي الكلمات
وتمشي الي البحر
تحضنه
كي تسير الى آخره
هربا من أنين المدائن.
العشاء
الى ادريس خوري
ها هوذا
العشاء
على غيم
أبصره يتمشى
يختزل الريح
لكيما يتنقل رهيفا،
في خطوته
يتحرى ما يجري
في أبعد أرض،
كعب أخيل يساعده
أن يختبر الأبعد
تحمله عينان فقط
واسعتان ستلتهمان العالم
في نظرات حزني
نظرات تتساقط من حدقات
بالتأكيد مجرحة بالريح
وأمواس الرؤيا.
حان مغربي
الى محمود عبدالغني
هنالك في أسفل القبو،
ثمة حان وليلى
وليلى تغني وترقص
تسكب هذا الحنان
الي الوافدين من الشغل
حيث المعامل قائمة
في الضواحي البعيدة،
في الحان ثم دخان
يغطي الوجوه،
يلف الشقاء الذي يتصاعد
في جعة تحتويها قنان صغيرة
وليلى ترقص أردافها والحواجب
والصدر ذاك الذي
يرتمي في المرايا –
المليك القديم
يطل على حائط الحان،
بالبسمة الملكية
هذي الظهيرة صبت
حرارتها في المكان
أنا أتصبب ودا لليلى
وليلى تصب الليالي
الى الوافدين
وترقص في أسفل القبو،
في حانة رثة
لكأني على عجل كنت
لم أتريث قليلا
لكيما ألم بليلى
وأمضي بها
في ليالي الرباط.
زراع الجمال
الى عبدالعزيز الحصيني
جاءوا ثملين
بأعينهم غابات تهجع،
مرحين
جميلين
تذوب بداخلهم أزهار الخشخاش.
تفتت انحاء الروح
وتدفع بالحاضر للاقصى
هأنذا في المجلس
أحرس أشواق الثملين
بأشعار أولى
اولاء المندفعين الى الليل
بقامات الشعراء،
يجوبون رؤى
نائية في المستقبل
اولاء
سيحتطبون الرغبات
ويزدرعون الأجمل.
هاشم شفيق (شاعر من العراق يقيم في لندن)