طنجيس
منذ خروجي
وأنت يا صخرة الفينيق والروم
تبتعدين عني
عشقي يكبر مثل
موجة في يد العروس
منذ خروجي يا طنجة
وأنت تهتفين بي
ثم تنسينني
أشرب ماء المعنى
الصمت يسقيني
شهوة الموجة في يد العروس
والشجرة تشير إلي أغصانها
ولكن هل المعنى هو الأصل
ارجعي .. ارجعي
يا ملكة مراكش
انني مثل مرآة
كلما تطلع إليها الغريب
وجده العابرون
وفقد نفسه.
جواهر في العراء
أصغي الى صوتك الشمالي
وهو يتكسر على
مقعد يتوحد أمام البحر
من هنا بدأ الصوت
ومن هنا كان ذوبانه
في المدن أبديا
أصغي إليك مثل رجل
يصغي الى نفسه
ويحصي ماهية الفراغ
والجواهر التي تتفاقم
في رأسه
أصغي الى جنونك
وهو ينسل بعيدا
وينام في العراء.
رؤية
(1)
شعاع يظهر في رؤيتي
تتلاطم فيه الأشياء
وتصب في أمواج الشاطيء
بلا نهاية
أحاول أن أستجمع ذاكرتي
وجوه كئيبة تلوح لي
تنطق بأصوات مبهمة
….
السماء صافية
وشعاع الشمس يخرق أفق الماء
مرارا .. هناك
كنت أغيب
في رؤية سكونية
الأشجار ساكنة فى ألوانها
الخضراء
وجودها يشكلني مثل أفق بعيد
ويدفعني الى سفر لامرئي
فأجدني في هذا التراكم الباطني
المنسي
متوحدا
تخرج الأشياء فجأة بالرغم عني
مسرعة صوب أسمائها.
(2)
هذا الهواء الناعم
كان يمحو سأمي
وهكذا تبدأ سلسلة
غير متناهية من مغامرتي
يقف العالم مرة واحدة
تظهر الطبيعة أبدية
ولا نهاية لها
تصيخ حيرتي كسيمفونية
في رقصة الأموات
غيمة نرجسية
تخرج من بطن الكلام
آه ما أضيق الكلام
أنت يا من لا مصير له
يا من تطعن في فن العبارة
أنت لا شيء
كن هكذا
أو لا تكن
ولا يجب عليك إمساك
مصيرك فى قبضتك
أنت ؟
من تكون ؟
وكيف ؟. . ومتى؟
(3)
تتلاشى أحلامي ..
تختبيء
تقف الأشياء بغتة
وتغيب عني
تهرب .. تتباعد في ما لا نهاية
هذا أنا الذي يكلمكم بدمه
الغريب التائه في المدينة
مدينة البغاء والجنس والكحول
…..
أيتها المعشوقة المترامية
أي شيء تحملين في جسدك
الدافيء .
عبدالرزاق اسبايطي (شاعر مغربي يكتب الهولندية. وهنا ترجمة قام بها لبعض نصوصه)