على هَامشِ الزمنِ التَقينَا
الزَمنُ مُقعَّرٌ وُجهَتهُ الهَاوِيةْ
ارتدينَا المَسافةَ عَباءةً
عَزفنا انشُودةَ العَاشِقينْ
الرغبةُ نارٌ تَحرقُ البِحارَ العَمِيقَةِ
العَاصِفةُ لا تَهدأُ في مَضَاربنَا
الضَريبةُ اشتدادُ الحَنِينْ
* * *
بيننا بَحرٌ ومَسافةْ
بيننا نزفٌ يبحثُ عن مَرفأٍ
في وجهكِ ارى العَالمَ مَشنوقًا
وفي ابتسامتكِ البخيلةِ
أرى جبالاً تهزمُ الغَيمَ
أي حُزنٍ يَحضنُ هَذا الجَمالْ
وجعٌ مُستبدٌ يَتناغمُ مع الغُبارْ
حينَ الليل يُشاكسُ انهيارِ النَهارْ
هل انت امرأةٌ، ام انتِ مشاعل ُالبدايةْ
ام قَصيدةً تبحثُ عن نفسها في رُوايةْ
انت التي ترتمي كومةَ نارٍ هُناكْ
هل تتركينَ بحري يُطفىءُ الحرائقَ في جُنونكْ
انتِ التي انتظرتُها منذ ألفِ غَمْ
عَيناكِ اخبرتني حِكايةَ اللعَناتْ
هل الوِصالُ قَريبٌ قَادمٌ من حَمأةِ الشتاتْ
ام عُشقُنا سَيرقصُ ذَاتَ حَنينْ
ايتها القِدِّيسةُ الطَافحةُ بالخَيباتْ
ينتظرُ الوَقتُ هُناكَ ممتلىء بالجنونْ
حيثُ وجهكِ يتحوَّلُ نجومًا
سَيجلبُ الموجُ رحيقكَ ناضجًا
في لقاءٍ بنفسجي آتْ
* * *
هل يَسمعُ الماءُ صهيلَ الحُزن
حين يختفي في عَباءةَ الصمتْ
حين ينطلقُ عميقًا هادئًا مهتزًّا بالفَجيعةِ
حين يقفزُ السُؤال الأول: هل الموتُ رحيلٌ
او عدمْ
هل النَشيدُ ألمْ
وكيفَ تَصرخُ الفجيعةُ وتنامُ في استِسلامْ
وكيفُ تُجلجِلُ في دَاخِلنا لتحرقُ الاخضِرارْ
الشُعراءُ ليسوا انبياءْ
ولا الحزنُ قاتلُ الأبطالْ
السَماءُ هناكَ تمطرُ وحدها دُونَ غيومٍ/دُوننا
الخَناجرُ تقطعُ في مَنابتِ الفرحِ
هل للعشقُ وجهٌ او صَوتْ
أم ان القَوافلَ لا تنتظرُ غيرَ المَوتْ
سَأفتحُ الليلةَ اوردةَ الدمْ
كي يمرُّ السرُّ دونَ هذا الوَحشِ الغَامضْ
افتحُ الروحَ كي يمرُّ النقاءْ
كَي لا يكون لهذا الشُؤمِ بُقاءْ
يرتفعُ صهيلُ مَعشُوقَتي
وهي تَحلمُ على صَدري بالبَنفسجْ
* * *
في زَمنِ اللامَعنَى
تترنَّحُ الذاكرةُ شَمالاً
تتبعثرُ جنونًا
لا شَيءَ يمحو السَأمْ
المعاني تغادرُ
وجوهَ الحَبيباتِ
القصائدُ تفقدُ إيقَاعها السِريِّ
النَشوةُ لا تَعدو غيرَ رَعشةٍ بَلهاءْ
يَنامُ العِشقُ في الكُتبِ القَديمةِ
تَحتَ تَخديرِ عَميقٍ مُتعمَّد
ربما حتى نِهايةِ الطُوفانْ
عبدالحميدالقائد